شرح سلم الوصول وأبواب من كتاب التوحيد
من أنواع التوحيد: توحيد المعرفة والإثبات (تابع)
الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي خلق فسوى، والذي قدر فهدى، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا اسم> عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، .. إلى يوم الدين، أما بعد:
فهذا الدرس ..، من دروس فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين اسم> حفظه الله وسدد خطاه، وهو من كتاب سلم الوصول إلى علم الأصول ، وبعض من كتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب اسم> رحمه الله.
قال:
كـذا بـالأبصــار إليـه ينظـــر | وبالآيــات خـطـــه يسطـــر |
وكل ذي مخلوقـــة حقيقــــة | دون كــلام بــاري الخـليـقــة |
جلت صفــات ربنـا الرحمــــن | عن وصفها بالخلـق والحـدثـــان |
فالصوت والألحـان صـوت القـاري | لكنما المتلــو قـــول البـــاري |
ما قالـه لا يقبـــل التبـديـــلا | كلا ولا أصــدق مـنــه قـــيلا |
وقد روى الثقـات عـن خـير المـلا | بأنــه عــز وجـــل وعـــلا |
في ثلــث الليل الأخــير يـــنزل | يقـول هـل مـن تــائب فيقبــل |
هل مـن مسيء طالـب للمغفــرة | يجد كـريمـا قابــلا للمعـــذرة |
يمـن بالخـــيرات والفضائـــل | ويستر العيب ويـعطـي السـائــل |
وأنه يـجـيء يــوم الفصــــل | كمـا يشــاء للقضــاء العــدل |
وأنـه يــرى بــلا إنـكــــار | في جنـة الفــردوس بالأبصـــار |
كل يـــراه رؤيــة العيــــان | كمـا أتـى فـي محـكم القــرآن |
وفي حديـث ســـيد الأنـــام | من غـير مـا شـك ولا إيـهــام |
رؤيـة حــق ليـس يمـترونهــا | كالشمس صحوا لا سحـاب دونهــا |
وخـص بـالرؤيـــة أوليـــاؤه | فضيلة وحـجبـــوا أعـــداؤه |
وكل مـا لــه مــن الصفـــات | أثبتها فــي محـكــم الآيــــات |
أو صح فيـمـا قالـه الرســول | فحقـــه التسليـــم والقبـــول |
نمـرهـا صـريحـة كمـــا أتـت | مع اعتقادنــا لمـا لــه اقتضـت |
من غـير تحــريف ولا تعطيـــل | وغيـر تـكـييف ولا تـمثيــــل |
بل قولنـــا قـول أئمـة الهــدى | طوبى لمـن بهديهم قــد اهتــدى |
وسم ذا النـوع مـن التوحـيـــد | توحيـد إثبــات بـلا تـرديــــد |
قد أفصـح الـوحـي المبين عنــه | فالتمـس الهـدى المنـير منـــه |
لا تتبـع أقــوال كــل مـــارد | غاو مضــل مـارق معـانــــد |
فليــس بعـــد رد ذا التبيـــان | مثقـــال ذرة مـن الإيـمــــان |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تكلم في هذه الأبيات عن القرآن الكريم؛ فذكر أن القرآن نقرؤه بألسنتنا، وألسنتنا وحركاتها مخلوقة، وننظر إليه بأبصارنا، وأبصارنا مخلوقة، ونكتبه بأيدينا، وأيدينا مخلوقة، والأوراق التي نكتب بها أيضا مخلوقة، وكذا نسمعه بآذاننا، وآذاننا مخلوقة، فعلى هذا المتلو المقروء كلام الله تعالى غير مخلوق وحركاتنا مخلوقة، واختلف هل يقال: لفظي بالقرآن مخلوق؟ أجاز ذلك بعضهم ، كما روي عن البخاري اسم> أنه أجاز أن يقال: لفظي بالقرآن مخلوق، ويريد بذلك حركات لساني وشفتي، هذه الحركات مخلوقة، ومنع من ذلك آخرون وقالوا: إنه ذريعة إلى أن يقال: لفظي -يعني ما أتلفظ به- فيكون مرادهم باللفظ: الملفوظ.
الملفوظ به هو الآيات والكلمات القرآنية، ولا شك أنها كلام الله – تعالى- حيثما تليت، وحيثما سمعت، وحيثما كتبت فهي كلام الله – تعالى- الحروف والمعاني، ليس كلامه الحروف دون المعاني، ولا المعاني دون الحروف، وقد ذهبت الأشاعرة إلى إن كلام الله هو المعنى، وقالوا: إن كلام الله معنى قائم بنفسه، وأنه شيء واحد، إن عبر عنه بالعربية؛ فهو قرآن، أو بالعبرية فهو توراة، أو بالسريانية فهو إنجيل، فكلام الله عندهم هو المعنى؛ بخلاف الألفاظ فإنها ليست كلامه، وإنما هي إما تعبير من الملك، وإما تعبير من الرسل - هكذا قالوا - فأنكروا أن تكون حروف القرآن هي عين كلام الله.
وأهل السنة يقولون: إنه كلام الله، الحروف والمعاني.
بل إنـه عين الكـلام أتى بـــه | جبريـل اسم> ينسـخ حكم كــل كتــاب |
يقول شيخ الإسلام في الواسطية :إنه عين كلام الله تعالى فإن الكلام إنما يضاف إلى من قاله مبتدئا، لا إلى من قاله مبلغا مؤديا، صحيح ما ذكره، الأشاعرة يستدلون ببيت ينسبونه إلى الأخطل اسم> وهو ليس بصحيح عنه، يقولون إنه يقول:-
إن الكلام لفـي الفـؤاد وإنمـــا | جعل اللسـان على الفـؤاد دليــلا |
ثم لو قُدر أنه ثابت عن الأخطل اسم> فكيف تقبلونه؟ والأخطل اسم> نصراني، وتقدمونه على كلام العرب؟ ثم إنه سمي أخطل اسم> من الخطل الذي: هو الخطأ، فهو خطاء، هو نصراني؛ فلا يقبل كلامه، والنصارى قد ضلوا، أي في الكلام في مسماه، ادعوا أن عيسى اسم> عليه السلام هو عين الكلمة؛ فتكلم بذلك إن ثبت عنه على ما يعتقده يقول شيخ الإسلام في لاميته:-
قبـح لمـن نبـذ الكتــاب وراءه | وإذا استـدل يقـول قــال الأخطل اسم> |
ودليلهم فـي ذاك بيـت قـالــه | فيما يقـال الأخطــل اسم> النصــرانـي |
فالصوت والألحان صوت القـاري | لكنمـا المتلــو قـول البــاري |
ما قالـه لا يقبـل التبـديـــلا | ................................... |
ما قالــه لا يقبــل التبديـــلا | كلا ولا أصـدق منــه قـــيلا |
مسألة>